تغريد سعادة
يحيي أهالي قرية قبية (19 كم شمال غرب رام الله) وتتبع محافظة وام الله والبيرة، الذكرى الـ 69 للمذبحة التي نفذتها العصابات الصهيونية في القرية، وأسفرت عن استشهاد 67 فلسطينيا وإصابة العشرات، إضافة لقصف ونسف عشرات المنازل والمباني في القرية.
كان عدد سكان قبية حوالي 6000 نسمة، وأكثرهم من المهاجرين من مدن وقرى فلسطين 1948، وفي اليوم الرابع عشر من شهر أكتوبر عام 1953 م، هاجمتها قوات صهيونية وعزلتها عن سائر القرى المجاورة، ثم بدأت بقصف القرية بشكل مركز بمدافع الهاون، واستخدمت الألغام والقنابل، كما طوقت قوات الاحتلال الصهيونية قرى شقبا وبدرس ونعلين لمنع تحركات النجدات للقرية، وقامت هذه القوات بزرع الألغام على جميع الطرق المؤدية إليها. استمر الهجوم الصهيوني حتى الساعة الرابعة من صباح يوم التالي وأجبر السكان على البقاء داخل بيوتهم ثم نسفت فوق رؤوسهم، وقدر عدد البيوت التي نسفت 56 بيتا، بالإضافة إلى مسجد ومدرستين وخزان مياه.
كان الذي أعطى الأوامر لتنفيذ المجزرة ضد قرية قبية هو دافيد بن غوريون رئيس وزراء إسرائيل، وقاد عملية تنفيذ المجزرة أرئيل شارون الذي أصبح فيما بعد رئيساً للوزراء . كانت القوة التي نفذت المجزرة تتكون من 600 شخصا. من ذلك التاريخ أطلق على قبيا “مدينة قبيا الشهيدة”.
ويقول اهالي القرية، “لعل أكثر قصص المذبحة التي لم تمحَ من ذاكرة أهلها، مشهد امرأة وهي تجلس فوق كومة من الأنقاض، وقد برزت من تحت الأنقاض يد وأرجل صغيرة من أشلاء أولادها الستة، وكان جثمان زوجها ممزقا من كثرة الطلقات النارية، وملقى على الطريق المواجهة لها”.
القرية كانت ذلك الحين تتبع لمدينتي اللد والرملة، كما استقبلت لاجئين هجروا خلال عام 1948، وكانوا يعودون إلى بيوتهم المحتلة بين حين وآخر، وهو ما اعتبره الاحتلال مصدر إزعاج له.
ويبلغ عدد سكان قبية اليوم نحو 6200 نسمة، فيما تبلغ مساحتها 5.131 دونما، وتشتهر بزراعة الزيتون والقمح، ويقتطع جدار الفصل العنصري أجزاء من أراضيها.
وتعود أسباب المذبحة إلى عملية تسلل في 12 أكتوبر 1953 قام بها متسللون من الأردن إلى مستوطنة يهود، وقام المتسللون بإلقاء قنبلة داخل بيت ((كنياس)) قتلت الأم وولديها (18 شهر، 4 سنوات) وأصيب الثالث بجروح ولاذ المتسللون بالفرار.
في 14 أكتوبر أدانت لجنة الهدنة الإسرائيلية الأردنية الجريمة، ووعد جون غلوب قائد الفيلق العربي بالقبض على الفاعلين.
في 13 أكتوبر قرر دافيد بن غوريون مع حكومته القيام بعملية انتقامية قاسية ضد قرية قبية، ومُرر بشكل مباشر إلى قسم العمليات والتنفيذ، وصدر الأمر إلى قيادة المنطقة العسكرية الوسطى التي أصدرت أوامر إلى الوحدة رقم 101 بقيادة الميجور اريئيل شارون وكتيبة المظليين رقم 890، ونص الأمر على:«تنفيذ هدم وإلحاق ضربات قصوى بالأرواح بهدف تهريب سكان القرية من بيوتهم».
وندد مجلس الأمن بالعملية ورفض طلب إسرائيل إدانة «عمليات الإرهاب العربية». كما علقت أمريكا إرسال منحة مساعدة خارجية كبيرة إلى إسرائيل.
صحيفة يديعوت أحرنوت عنونة عن عملية المتسللين في مستوطنة يهود «ألقوا قنبلة على البيت ! الجميع قتلوا».
صحيفة كول هعام الشيوعية عنونت «ضد القتل: القتل الجماعي على أيدي إسرائيليين مسلحين جريمة رهيبة. دير ياسين جديدة».
وأدت مذبحة قبية إلى زيادة الاحتكاك بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والجيوش العربية التي أدت إلى حرب 56 بين إسرائيل ومصر بالإضافة إلى بريطانيا وفرنسا.