تغريد سعادة
المعلومات التي تتوفر عن المناضلين الفلسطينيين دائما محدودة، وليس كل قصص الابطال مسجلة.
اذا تتبعنا اعلام حركتي حماس والجهاد الاسلامي، فهما علانية تعتبران ان العمل العسكري المقاوم هو نهجهما، ويتغنيان بقصص ابطالهما المقاومين.
في المقابل فان العمل العسكري في حركة فتح، دائما مغيب عن الاعلام، لان الاعلام الفلسطيني الرسمي لا يتحدث صراحة عن دعمه للمقاومة بسبب اتفاقيات السلام المقيد بها.
ورغم ان كل قيادات فتح والسلطة الفلسطينية، تقوم باداء واجب العزاء في شهداء فلسطين، كما يقوم الرئيس الفلسطيني ورئيس حركة فتح محمود عباس بالاتصال هاتفيا لكل اهالي الشهداء معزيا. كما تصدر بيانات عن حركة فتح تدعم فيها المقاومة والتصدي للمستوطنين الا ان قصص ابطالها مغيبة تماما.
والمعروف ان السلطة الفلسطينية تتعرض لضغوطات منذ سنوات حول الاموال التي تصرفها لاهالي الشهداء والاسرى. وهذا الملف كلفها الكثير وصلت الى حد اقتطاع الاحتلال الاموال من المقاصة الفلسطينية – اموال الضرائب التي يحصلها الاحتلال للسلطة الفلسطينية، بالاضاقة الى الضغوطات التي مارستها الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبي لسنوات على السلطة الفلسطينية وقطع اموال المساعدات، والا انهما استأنفتا صرف الاموال قبل اشهر للسلطة الفلسطينية بعد ان عاقباها لتزمتها بالقرار لسنوات وبقيت عليه.
في الحلقة الاخيرة لما خفي اعظم الذي بثته قناة الجزيزة، قبل ايام تحدثت عن المقاومة في نابلس وجنين. وبدا ان المقاومة فقط تتبع لحركة الجهاد الاسلامي، كما اتى على ذكر كتائب القسام التابعة لحركة حماس، ولم يتم الحديث عن كتائب الاقصى التابعة لحركة فتح.
يقول احد القيادات الميدانية في مخيم جنين لـ ”الكرمل“ ”ان البرنامج الذي بثته قناة الجزيزة احدث القليل من البلبلة، ويبدو انها معنية اكثر لاستقطاب المشاهدين.“
واضاف ”ان الكتيبة في جنين مستاءة لما تم بثه. مؤكدا ان الوضع الداخلي في المخيم بسيط وليس معقدا ويرفع الرأس، وقال، ”سر قوتنا في مخيم جنين وحدتنا“.
ولم يبدي اي امتعاظ مما عرضه البرنامج، ومحاولاته في ابراز حركة الجهاد الاسلامي على حساب المقاومين من التشكيلات المختلفة، وتحديدا كتائب الاقصى، وقال ”اننا نعمل لتحرير فلسطين، ولن يستطيع احدا ان يهز هذا الايمان.“
ويضيف ان كتائب الاقصى التابعة لفتح – لواء الشهداء، لم يكتب عنها بالاعلام لان كل حركة تتحدث عن مقاوميها ولا اعلام في فتح يدعم صراحة هذا التوجه.
واكد ان العلاقة مع السلطة الفلسطيتية جيدة ولا صدام معها.
وحول موضوع تسليم السلاح، قال ان الاوضاع تختلف عما حدث في عامي 2007 و 2008 ، مشيرا في حينها الى وفاة الرئيس ياسر عرفات، والتغيرات السياسة والعالمية. واضاف، كان الحديث حينها باتجاه اعطاء فرصة للمفاوضات بعد قتال خمس سنوات وكان هذا منطقيا.
وفي حينها عرض الاحتلال عفوا عاما على الكتائب الاقصى وكل المطلوبين الذين قاموا الاحتلال خلال الانتفاضة الثانية، مقابل تسليم السلاح للسلطة الفلسطينينة والانخراط بالاجهزة الامنية.
وتساءل، الان وبعد التجربة وما يحدث. ما هو مقابل وقف القتال ؟
واضاف، هل اقاتل الاحتلال لاحصل على بديله بألف شيكل. وقال انني استطيع ان اخذ عشرات الضعف من الاحتلال اذا كان الموضوع مالا. ومشددا، “نحن نقاتل للمصلحة العامة وليس المصلحة الشخصية.”
وقال شروطنا واضحة، ندعو الاحتلال لتسليم جثث الشهداء، وعدم دخول مناطق الف وباء الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية.
ونفى اية عروض تلقاها المقاتلين في مخيم جنين، وقال ما حدث في نابلس تختلف ظروفه عن مخيم جنين، وقال، ”هنا الحاضنة الشعبية اقوي. ونعيش في واحد كيلو متر مربع فيه 200 شهيد. ثمة دعم متين وتمازج بين ابناء المخيم لن يزعره احد.”
واكد في نابلس يفتقدون للحاضنة الشعبية التي تحميهم.
وقال، ان المقاتلين الذين سلموا السلاح في نابلس حصلوا على امتيازات مالية لهم، وتساءل وماذا عن الشعب؟ ومؤكدا ان بعض قيادات عرين الاسود في نابلس رفضت العرض ومستمرة في القتال.